الجمعة 6 يونيو 2025 | 12:08 ص

"فتة العيد".. نكهة الأصالة واللمة على مائدة عيد الأضحى 2025

شارك الان

مع إشراقة أول أيام عيد الأضحى، تفوح من البيوت المصرية رائحة مميزة يعرفها الجميع، مزيج من الثوم والخل والطماطم، إيذانًا بوصول "الفتة" إلى مائدة العيد. هذا الطبق الشعبي العريق، الذي يحمل بين مكوناته حكايات الأجيال، لا يكتمل العيد بدونه، فهو ليس مجرد وجبة بل طقس احتفالي يجمع العائلة على مائدة واحدة.

وتزامنًا مع اقتراب عيد الأضحى 2025، يتجدد اهتمام الأسر المصرية بطريقة إعداد الفتة بالطابع التقليدي، الذي يحافظ على نكهتها الأصلية ويعيد إلى الأذهان طعم الذكريات، مع إدخال بعض التعديلات الصحية لتناسب نمط الحياة المعاصر.

تتكوّن الفتة من مكونات بسيطة متوفرة في كل بيت مصري، أبرزها الخبز البلدي المحمص أو المقلي، الطماطم الطازجة، معجون الطماطم، الثوم المفروم، الأرز الأبيض، الخل الأبيض، السمن البلدي، شوربة اللحم، إضافة إلى الملح والفلفل الأسود حسب الذوق.

ويبدأ إعداد الفتة بتحميص الخبز بعد تقطيعه إلى قطع صغيرة، ثم إدخاله الفرن حتى يأخذ اللون الذهبي المقرمش. بعد ذلك تُحضّر الصلصة عبر تسخين السمن وإضافة الثوم حتى يصفر لونه، ثم يُضاف الخل ويُقلب سريعًا، قبل إدخال عصير الطماطم الممزوج بمعجون الطماطم، وتركه حتى يتسبك مع رشة من الملح والفلفل.

أما الأرز، فيُطهى بتحميره أولًا في السمن، ثم يُسكب فوقه الماء الساخن ويُترك حتى ينضج على نار هادئة. بعد الانتهاء من التحضيرات، تُرتّب الفتة في صينية التقديم بوضع طبقة من الخبز المحمص المشرب بالشوربة والصلصة، تليها طبقة الأرز، ثم تُغطّى ببقية الصلصة، وتُقدّم ساخنة بجانب قطع اللحم، مع الشوربة والسلطة الخضراء.

ورغم أن الفتة تحظى بمكانة خاصة في قلوب المصريين، إلا أن بعض الفئات الصحية قد تتأثر بها، مثل مرضى القولون العصبي وارتفاع ضغط الدم، نظرًا لاحتوائها على مكونات قد تثير الجهاز الهضمي كالثوم والخل والصلصة الحامضية. ويُنصح في هذه الحالات بتحضير الفتة بدون ثوم أو تقليل كمية الصلصة، مع إزالة الدهون من الشوربة، والاعتماد على الأرز المسلوق لتقليل العبء على المعدة.

وتتمتع الفتة بقيمة غذائية متوازنة، حيث توفر الكربوهيدرات من الأرز والخبز كمصدر للطاقة، والبروتين من اللحم لدعم العضلات، والدهون من السمن التي يُفضل الاعتدال في استخدامها، إلى جانب فوائد الطماطم والثوم كمضادات أكسدة طبيعية.

لكن الإفراط في تناول الفتة قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل زيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول، خاصة مع استهلاك اللحوم بكثرة خلال العيد. لذلك يُنصح بتناول كميات معتدلة، وتقليل الدهون، وإضافة طبق سلطة غني بالخضروات لتسهيل الهضم، إلى جانب ممارسة بعض الحركة بعد الطعام لتجنب الشعور بالتخمة.

ورغم تعدد الأصناف على موائد العيد، تبقى الفتة طبقًا لا يغيب، يختصر بطعمه الحنين، ويحمل في كل قضمة نكهة البيت، وفرحة اللقاء، وعبق الطفولة. ولعل أجمل ما فيها أنها لا تجمع فقط بين المذاق والطعام، بل تجمع القلوب على مائدة واحدة.


استطلاع راى

هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 4675 جنيهًا
سعر الدولار 49.95 جنيهًا
سعر الريال 13.74 جنيهًا